المرأة الليبية … التميز في القيادة.
عندما تأخذ الكلمات شكلاً آخر وردي اللمحات، زهري الألفاظ، عطري الشذى، وسرمدي الوجود، وعندما ترتدي الألفاظ غلالة النجاح وتتعطر بالفرح وتتلون بالبلاغة والبيان هذا يعني أن محورها سيكون حول المرأة، ذلك الكائن الذي يعطي للعالم بهاه، وللجو صفاءه، وللنسيم روعته وعبيره.
تلك المرأة تليق بها القيادة كونها الأم التي تهز عرش الأمم بيمينها.
ومن أخطر من تلك الجليلة أمرا ، فهي المؤتمنة على بناء الأسرة نواة المجتمع، ومن يؤتمن على هذه المهمة الصعبة جدير به أن يتولى قيادة مؤسسة أو رئاسة دولة.
ولعل المرأة ومن خلال الواقع الذي نعيشه قيادية بالفطرة، فهي صمام الأمان لأسرتها، والمدبر الحكيم لكل شؤونها التربوية والاقتصادية والاجتماعية، وما مر علينا من أزمات خلال السنوات الماضية أكبر دليل على أنها قائدة حكيمة تستحق أن تتولى المناصب دون منة أو جميل من أحد.
فمنذ تاريخ طويل حظيت أمهاتنا وجداتنا بالإطراء، وحمدت لهن جهودهن وعملهن الدؤوب في خدمة عائلاتهن، وقبائلهن، ومدنهن، وكلهن قوة وعزيمة وإصرار على تحقيق الأهداف بكل عفوية وصدق، دون تعليم أو شهادات.
إن المرأة الليبية متعددة الصفات فهي الأم العاملة سواء كانت المعلمة أو المهندسة أو الطبيبة أو أيا كانت وظيفتها ودورها، فهي تؤديه بكل حرفية وإتقان من ناحية إدارة بيتها، ومهنيتها في القيام بعملها، وهذا ما نراه جليا في المؤسسات التي تقودها النساء، حيث تكون المرأة حريصة على جودة عملها ليس فقط لتثبت قدراتها ولكن لأنها ومن أعماقها لا ترضى إلا بكمال عملها وجودة منتجها.
إن كل هذه الصفات تجعل المرأة في مرتبة تناظر بل وتتفوق على كثير من الرجال عندما توكل إليها مهمة القيادة، وكثيراً ما يكون الإبداع وصفاً لا يليق بما تصل إليه في إدارة المؤسسات التي تتولاها. وبما أنها تبرع في الإدارة فهي بالضرورة تبرع في السياسة والاقتصاد، وتكون قادرة على الفعل والأداء، والتأثير والتوجيه، وكل ذلك من مفاتيح القيادة التي تولد في كثير من النساء بالفطرة وتترعرع بالخبرة.
لست هنا لأثبت قدرة المرأة أو لأدافع عنها، حيث أن الواقع يقول ذلك ويؤكد عليه، بل لأقول لا لحصة صغيرة في مجلس بلدي أو تشكيلة وزارية، أو إدارات ومراكز، بل يجب أن تكون الكفاءة هي أساس الاختيار، ومعيار التكليف للقيادات، كون جنس القائد ذكرا كان أو أنثى لا يغير من الواقع أن الكفاءة والجدية والمهنية والصبر، والسياسة والاحتراف، والمرونة هي صفات القائد الذي ننشد، رجلا كان أو امرأة.
سيدتي المرأة الليبية كوني واثقة أنك تستحقين ما وصلت إليه، وأنك قادرة على الوصول لأعلى المراتب بالمحافظة على هويتك الليبية، ودينك القويم، وعادات وتقاليد وأعراف أهلك، فلا ترتدي إلا ثوب الليبية لأنه وحده الذي يليق بك ويضعك في المكان الذي تستحقين.
إن محافظتنا على هويتنا واعتزازنا بالانتماء الى العزيزة ليبيا، وحده من يكفل لنا النجاح والتقدم ويهبنا الشرف، والعلو، والرفعة، والمكانة التي تليق بنا وبها. فإذا أردنا أن ننجح وأن نغير نظرة المجتمع التقليدية فليس لنا إلا التشبث بالأصالة، والعمل بالصدق والأمانة، والتمسك بالاحترام للذات والوطن، والعمل بكل جدية وإخلاص، والتخطيط الجيد المتقن، والصبر الكبير الممنهج، فما وصلنا إليه يجدر بنا المحافظة عليه والسعي لتطويره.
دمتن ليبيات عزيزات ماجدات، ودام الوطن رفيعا عزيزاً بوجودنا نساء ورجالا وأطفالا ننعم بخيره ونتربع على عرشه بكل كرامة وكبرياء.
مع أعطر التمنيات
د.مسعودة الأسود