لم أقابلها ولم يسبق لي معرفتها عن قرب.
فقط سمعت عنها كثيراً فهي كاتبة وشاعرة ووزيرة، فوجئت بها تتصل بي تليفونياً لتقدم لي واجب العزاء في زوجي الراحل وتعاتبني بالقول: لماذا لم تتصلي بي وتخبريني بمرضه وتطلبي مني كما الجميع يطلب، معالجته.
علي نفقة الدولة، أصابني الذهول من حديثها فعند تولي أحد الاشخاص منصباً قيادياً أول ما يفعله يقفل هاتفه ويتعامل بفوقية، كأننا لم نتعارف سابقاً.
حقيقة اصابني الذهول من ذلك ولاحظت الصدق في حديثها خاصة عندما أعطتني رقم هاتفها الخاص في حالة احتجت لشيء، فشكرتها علي ذلك، وماذا يمكن أن أقدم لها لتقول لي ذلك.
هنا تأكدت من كونها شخصية غير اعتيادية ومختلفة وبنت بلد أصيلة (جدعة) تُقدر وتعرف قيمة الأشخاص لذلك احترمتها وقدرتها كثيراً ضيفتي هي:
فوزية بشير سالم شلابي كاتبة، وشاعرة، ومن ابرز القيادات النسائية في النظام السابق.
ولدت بطرابلس، تحصلت علي ليسانس فلسفة وإجتماع عام 1977م من كلية التربية بجامعة طرابلس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، تولت رئاسة تحرير صحيفة الجماهيرية، الأسبوع الثقافي، الأسبوع السياسي، واشرفت علي إدارة مشروع المدينة القديمة، شغلت منصب امين مساعد للأمانة العامة للإعلام ثم أمينة للإعلام اي (وزيرة إعلام).
تولت ايضاً أمانة الهيئة العامة لإذاعات الجماهيرية ومدير إذاعة طرابلس المحلية، ومدير وكالة الجماهيرية للأنباء، ومفتش عام الثقافة، أمين المؤسسة العامة للإعلام الجماهيري، مدير الشركة العامة للألعاب.
لديها عضوية في مجلس إدارة نادي المدينة الرياضي.
تعد إحدى الشاعرات المتميزات، حيث يتميز نصها بروح خاصة، تنزع للحرية، كما الفت في مجالات عديدة كالرواية والقصة القصيرة، صدرت لها عدة مؤلفات أبرزها (في الثقافة والحرب) “دراسات”، (قراءات ودراسات في الأغنية السياسية) وفي القصيدة (أحبك بصعوبة) “شعر” (صورة طبق الأصل للفضيحة) “قصة” فوضويا كنت وشديد الوقاحة “شعر “قراءات عالقة جداً “دراسات أدبية” رجل لرواية واحدة “رواية ” بالبنفسج انت متهم “شعر ” عربيداً كان رامبو “شعر ” السكاكين انت لحدها ياخليل “شعر”.
تعرضت للأسر والاعتقال عام 2011م بعد سقوط طرابلس وأطلق سراحها لاحقاً.
تميز شعرها بالبساطة وعدم التكلف ولا يحتاج لعناء او مشقة وان لحظات التجلي ومعايشة طقوس ومظاهر الحياة اليومية هي كلها عبارة عن قصائد شعرية ونصوص تتنفسها الشاعرة، مثل الهواء وذرات الأكسجين الضرورية في جميع أوقاتها وبالنسبة لها هي نهر شعر يومي متدفق طول الوقت سواء في حياتها اليومية أو في تأملاتها وتحليلاتها او طرح افكارها الجدلية وحواراتها الفكرية الجزئية او أيدولوجياتها ومواقفها الثورية او انتماءاتها الوطنية والقومية أو أحداث أسرتها وعائلتها الخاصة فهي غزيرة الإنتاج بمعدل ثلاثة نصوص شهرياً تقريباً.
وفي إنتاجها الأخير (عاشقة إطرابلسية) تضمن واحد واربعين نص كتبتها خلال شهرين ونصف، ومن خلال تتبع نصوصها نكتشف أنها كانت تعيش حياة شعرية يومية متواصلة حتي أنها كتبت اربعة نصوص دفعة واحدة خلال يوم واحد كما أنها كتبت نصين معاً يومياً، في اكثر من مرة.
هذه سيرة مبسطة للشاعرة والكاتبة والوزيرة الليبية سواء اختلفنا او اتفقنا معها ايدلوجياً فهي تضل حالة فريدة من نوعها ويكفي أنها لم تتورط او تتوغل في الدماء.
كتبت عايدة سالم الكبتى