Breaking News

أول أمرة ليبية تمتهن الغوص…!!!

نبيلة التاجوري :

-التقيت بعمي في قاع البحر …. ولم يمنعني الحمل من انقاذ حياة اسرة ليبية..

-شجعني ابي فوقعت في حب هذه الرياضة…والخوف وراء ابتعاد النساء عن الغوص..

أحبت البحر فأحبها حباً لازمها منذ الطفولة… لم تخشاه بل غاصت في أعماقه فباح بسره لها واهدها ملكة الغوص لتصقلها تدريباً وتمتهنها عشقا ً.

هي نموذج للمرأة القوية الشجاعة، لم تعرف المستحيل، عاشت ومن اجل تحقيق حلمها، إصرارها وعزيمتها مكنها لتصبح اول امرأة ليبية تمتهن الغوص، ساهمت ولازالت تسهم في العديد من الأنشطة بهيئة السلامة الوطنية، كلفت بالعديد من المهام ونجحت، تمتلك كل مقومات ومفاتيح النجاح، التي تمكنها من التفوق وإثبات جدارتها، انها السيدة الليبية نبيلة عبد الهادي التاجوري، أول غطاسة ليبية، تعرفوا عليها من خلال هذا اللقاء: –

نبيلة التاجوري

س: السيدة نبيلة حدثينا عن بدايتك مع السباحة والغوص؟

ج: كان والدي رحمة الله عليه يصحبنا لإصطياد السمك، كنا نسبح ونغوص أنا واخوتي في البحر نبحث عن السمك ونلهو لساعات طويلة دون تعب او ملل، لاحظ والدي حبي للبحر وعدم خوفي منه فشجعني، ومن هنا تعلمت فنون الغوص ووقعت في حب هذه الرياضة.

س: كيف أشتغلتِ على نفسك، وصقلتِ شعفك وجبك للغوص بالتدريب؟

ج: نعم ان تحب شيء أو ان يكون لديك حلم ليس كافياً بل يجب ان يقترن ذلك بالتدريب وتطوير المهارات، فأثناء تعلم مهارات الغطس شاركت في عدة دورات وحصلت على عديد شهائد، التي مكنتني من بلوغ حلمي والحصول على الرخصة الدولية للغوص dadl_open water_diver، وكان اخرها شهادة الإسعافات الأولية والتعافي والكوارث سنة 2020م، شهادة من اللجنة الأولمبية الدولية للسباحة flna التدريب الابتدائي سنة 2019م.

س: من خلال مشاركاتك منحتي عديد الالقاب، أي هذه الالقاب قريب الي قلبك؟

ج: منحتني عائلتي والمحطين بي القاب عده، لكن أحبها الى قلبي “حورية البحر وعاشقة البحر” لان الغوص بالنسبة لي ليس مهنة فقط بل هو حب وشعف.

س: سيدتي.. حققتِ حلمك واصبحتِ غطاسة ماذا فعلتِ بعد ذلك؟

ج: اود هنا أن أقول ان الغطاس لا يبحث فقط عن مهنة محددة بمهام أو تكليف فهو  ويتقدم المساعدة لكل من يحتاجها في أي وقت ومهما كانت الظروف ، وانا والحمد لله افعل ذلك ، أما فيما يتعلق بما اقوم به من اعمال او مهام فقد أسندت لي مؤخرا مهمة مستشارة انقاذ في هيئة السلامة الوطنية ، بالإضافة لأنني عضو مجلس إدارة الاتحاد الليبي للسباحة منذ عام 2017م ، مدربة سباحة للبنات في النوادي البحرية منذ عام 2002م ، كما كلفت بالإشراف على ايام النساء بنادي الرمال قرقارش عامي 2004_2005م ،كلفت من قبل اللجنة الوطنية للعمل التطوعي الشبابي بإقامة مصائف خاصة بالمرأة خلال السنوات 2007_2008_2009م ورشحت كعضو للاتحاد الفرعي طرابلس للسباحة عام 2012م ، تحصلت على شهادة مشاركة من قبل الهيئة العامة لصندوق التضامن الاجتماعي لرفع كفاءة مدرسي النشاط العام بالمؤسسات الإجتماعية ومراكز تأهيل المعاقين عام 2007م ، كما كان لي شرف تدريب فريق البنات من ذوي الاحتياجات الخاصة مشارك في بطولة العالم للسباحة ،الصين عام 2007م .

 

س : أحببت مهنة من الصعب على النساء في مجتمعنا إمتهانها، كيف ينظر المجتمع للمرأة التي تعمل في مجالات قد يراها البعض من المحرمات؟

ج: ابي كان المشجع والداعم الأول لي وهذا أمر مهم، منحني الثقة وكلما وجهت من يحاول التنمر او احباط عزيمتي ازددت تحدياً واصراراً ، كذلك تفهم اهلي و زوجي وأبنائي و زملائي ورؤسائي و تقديرهم لعملي اعطاني الدافع لمجابهة كل من يحاول التقليل من دور المرأة في هذه المهنة التي تحتاجها لإنقاذ نفسها وعائلتها وكل من يحتاج مساعدة ، واخيرا اقول ان اصرار المرأة على مضيها في الطريق الذي  اختارته وتراه صحيحاً  أفضل سلاح او وسيلة لمجابهة كل من يحاول شدها للخلف ، ثم ضحكت قائلة : “انا لا أبالي ادافع عن المرأة بين الرجال ، واثقة من نفسي واعلم ان ما اقوم به يمثل لي الكثير ” .

س: مهنة الغوص ملئ بالمواقف العصيبة والجميلة أيضا”، حدثينا عن بعضها؟

ج: بابتسامة صغيره ونظره إلى الأفق الممتد أمامها قالت:- من المواقف العالقة بذهني عندما كنت في البطولة الليبية و التي  اقيمت بدار السلام في مدينة طبرق، وكنت فيها عضو لجنة التحكيم عن رياضة السباحة، واثناء مراقبة ما يحث امامنا  رأيت خطأ قد صدر من احد السباحين أثناء دورانه، وعلى الفور نزلت من المنصة واقتحمت البحر عن طريق قارب لتنظيم سير السباح ،وفى هذه الأثناء كان هناك قارب بالقرب مني يصور ما يحدث لتوثيق ما يحدث دون علمي،  أجرو معي اللقاء وقد اعجبهم ما فعلته  في الماء وانبهروا به،  وفي موقف اخر  صعدت على مثن احدى الجرافات الليبية وكنت  على دراية  كاملة بالأمور الفنية للقوارب البحرية وقيادتها ،وقد انبهر كابتن الجرافة  من كم  معلوماتي عن البحر والقوارب واثنى عليَ .

ومن ضمن المواقف الطريفة كنت اغوص في البحر على عمق يفوق 15 قامة وهناك بالصدفة مر عمي ناديته انصدم وقال ما الذي تفعليه قلت سبحت حتى وصلت إلى هنا.

 

ومن المواقف الإنسانية اذكر أني إشتغلت أثناء سيلان أحد الأودية مع فرق الإنقاذ، لنجدة عائلة بواسطة طائرة عمودية، ضمن افراد هذه العائلة كانت هناك امرأة لا تريد مد يدها لفرق الإنقاذ ولكن عندما رأت انني امرأة فرحت ومدت يدها وانقذنا الأسرة بالكامل.

كذلك ولله الحمد قمت في عام 2007م بإنقاذ عائلة في منطقة وادي الربيع عندما تحرك الوادي تجاه مزرعة الرشراش   وحاصر احدى العائلات، عندها دخلت بالقارب وانقذت هذه عائلة، وكان هذا الموقف صعب جدا ولم يقدم عليه حتى الرجال، حركني العامل الإنساني عندما علمت أن هناك أطفال ونساء وللعلم كنت في هذه الفترة حامل، وقد منحتني هيئة السلامة الوطنية وسام العمل المميز نظير هذه المهمة.

س_ ماذا عن الصعوبات ؟

ج: من أهم الصعوبات التي واجهتني، كوني العنصر النسائي الوحيد في هذا المجال الذي يعد حكراً على الرجال ، ولقد تحدث  اثناء احتفالنا  بعيد المرأة العام الماضي عن عدم وجود عناصر نسائية في هذا المجال، فبالرغم  من اقتحام المرأة لعدة مجالات كانت حكرا على الرجال ، فالمرأة الليبية تقود الطائرة والسفينة ،المرأة الليبية ضابطة في الشرطة والجيش ،طبيبة، مهندسة وسيدة اعمال ، الا إن مجال الغوص لايزال يشهد عزوفاً عن دخلوله من قبل المرأة الليبية ،على الرغم ومن وجود شابات يعشقن السباحة وتحصلن على مراتب متقدمة في مسابقات الغوص والسباحة ،اعتقد ان ما ينقص المرأة الليبية هو الشجاعة وعدم وعيها بأهمية العمل في هذا المجال .

غير ذلك لم تواجهني صعوبات تذكر، وعبر منبركم الصحفي أحيي كل من شجعني ودعمني.

س_ هل هناك تشجيع من الدولة؟

ج: للأسف لا يوجد أي تشجيع من الدولة، فيما سبق أصدرت وزارة الداخلية قرار -مازلت احتفظ بنسخة منه – يقضي بأنشاء مركز تدريب بالوزارة للعناصر نسائية، هذا القرار لم يتنفذ حتى الآن، و للأسف كذلك قليلة هي المصائف او الجهات التي تهتم بوجوه “غطاسة” ضمن فريق الانقاذ” التابع لها.

واذكر أنى كنت مسؤولة عن (أيام النساء الإنقاذ البحري) في نادي الرمال، وفي مصيف (التطوع النسائي تاجوراء) و (مصيف الرقاطة) ولم تسجل أي حالات وفاة في تلك الفترة بل فقط حالات انقاذ وهذا دليل على اهمية وجود النساء ضمن فرق الإنقاذ للإشراف والتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ النساء بصفة خاصة فكلنا نعرف خصوصية المجتمع الليبي وتحفظه.

س: سيدة نبيلة.. كلمة تودين اضافتها؟

ج: اشكركم كثيرا” على هذه المساحة الصحفية التي اود من خلالها ان اوجه الدعوة للنساء الليبيات المميزات في هذه الرياضة الى كسر حاجر الخوف والرهبة الشخصية والاجتماعية والخوض في هذا المجال المهم، وكما قال رسولنا الكريم:” خير الناس انفعهم للناس “.

About رئيسة التحرير

Check Also

تحت شعار كشفك المبكر … حضنك المنيع.

يوافق شهر أكتوبر، الشهر الوردي للتوعية بسرطان الثدي و أهمية الكشف المبكر؛و في مجمع عيادات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *