أخبار عاجلة

ندى قليوان …((ريشتى هى هوائي … لا أستطيع الحياة بدونها فهى الأكسجين بكل ألوانه الغير مرئيةوالمرئية …بالنسبة لي)).

حاورتها / عبير علي المحجوب.
ندى قليوان … تلك الشابة المليئة بالحب والحياة تعيش مع ريشتها، طموحة، متناغمة، ترصد بها الحياة بألوانها الهادئة مرة والصاخبة مرات أخري.
تبوح بكلماتها عن رفيقة دربها لتقول (( ريشتى هى هوائي … لا أستطيع الحياة بدونها فهى الأكسجين بكل ألوانه الغير مرئية … والمرئية بالنسبة لي . ))
صنفت ضمن 50 سيدة قيادية ملهمة فى ليبيا والعالم العربى وكواحدة من أهم الشخصيات الرائدة والملهمة.
كانت لها تجربة خاصة ضمن 1000فنان فى الولايات المتحدة الأمريكية لنشر الفن والجمال والسلام فى العالم.
التقيت بها وكان لنا معاها هذا الحوار؟
1. كيف كانت البداية فى عالم الفن التشكيلي، خاصة وانك خريجة فنون وإعلام قسم حفر وطباعة؟
انا في الواقع ارسم منذ نعومة أظافري ..لا اتذكر في اي سن بدأت لكنني حين عرفت أنني موجودة عرفت أنني ارسم .. كنت احب رسم الكرتون والممثلين ومازلت احتفظ بكراساتي تلك ..في الواقع أنني تعينت بعد تخرجي من الثانوية العامة في كلية الهندسة. تم انتقلت الي كلية الطب ودرست عامين تم قررت أن التحق بكلية الفنون والإعلام بعد أن حصل لي موقف طريف وحقيقي .. حين كنت ادرس الطب دخلنا لمحاضرة في المشرحة ولوهلة نسيت أنني اقف أمام جثث وكنت اتلمس الأيدي والارجل وانا منبهرة واقول …يالله أنه لفنان مبدع من نحت هذه الأطراف..وإذا بزميلتي خلفي تضحك وتقول لي …هذه ليست منحوتات أنها أطراف حقيقية لبشر ..وقتها فقط أدركت أنني يجب أن أدرس فنون. كلية الفنون علمتني ان اكون أنا ..لقد استقيت من كل كتاب كان موجود بالمكتبة ..وعملت جاهدة كي اثبت نفسي ..انا خريجة حفر وطباعة وهو ما يسمى بيومنا الآن جرافيك ديزاين…الدراسة صقلتني ..صقلت موهبتي ..
كانت الانطلاقة من معرض قطرات الندى لماذا اختارتِ هذا العنوان لمعرضك الاول؟
معرض قطرات الندى كان أول معرض شخصي لي في حياتي الفنية .ابي هو من اختار هذا الاسم وهو الداعم الأول لموهبتي ..المعرض اقيم في تركيا بمدينة أنقرة وافتتحه عميد السلك الدبلوماسي وقتها وتفاجأت بأن كل لوحاتي قد تم بيعها ..ومن هنا كانت أول دفعة لي كي استمر وبكل ثقة وقوة في مسيرة حياتي الفنية.
ماذا عن تصميم الجرافيك حدثينا عنه؟
في الحقيقة أنا لا اجيد الكلام ولكن سأوجز فن الجرافيك ديزاين أو التصميم الجرافيكي بالنسبة لي يعتمد علي الأفكار وكيفية توظيفها مع الألوان والمساحات والفراغ كي تتزن للعين وتعطيها نتيجة مبهرة كدلالة لشيء أو احساس تتجسد في لوحة أهديها للمتلقي كي يقرأها بأفكاره هو.
انتِ مزيج الحضارات مختلفة بين الوطن الذى يسكنك ورحيلك للولايات المتحدة الأمريكية صفِ شكل هذا المزيج بداخلك؟
خبرة لا تقدر بثمن…فارق الثقافات ودرجة الوعي عند المتلقي جعلتني انطلق دون تردد ولكن بحرص ..فالمتلقي ليس غبي وانا احترم هذا جيدا .. مزيج الحضارات والثقافات صنع مني أنا ..فأنا أمثل الإنسان الفنان في أي بلد واي مكان …
من مثلك الأعلى؟
مثلي الأعلى هو العبق من تاريخ الفن …لكنني اعشق ألوان شاجال وافكار بيكاسو ورومانسية موديلياني وعبقرية ليوناردو دافنشي.
بين ليبيا و تركيا وإيطاليا ولوس انجلوس ثقافات منوعة ومختلفة ماهي اكثر الثقافات تأثير في شخصية ندى؟
انا مزيج بين هذه وتلك . انا من عشاق السفر ..والسفر يفتح لي المجال للتعرف علي ثقافات أخرى ومن هنا يفتح لي الف باب في عقلي كي ارسم وأبدع.
حدثينا عن تجربتك فى متحف برود بلوس انجلوس؟
هذا المتحف يعد من المتاحف الحديثة في لوس انجلوس وهو يحمل كل ما هو معاصر من لوحات ومنحوتات فنية ..كان لي الشرف أن اشتغل في هذا المتحف واتعلم كل ما هو حديث في الفن الأمريكي خاصة..بعد تقديم اوراقي للعمل في المتحف ..تمت الموافقة واختاروني ..وكان يجب علي أن أكمل بعض الكورسات التي اخذت مني شهر دراسة .. يجب علي أن أعرف تاريخ كل لوحة ومنحوته وايضا تاريخ كل فنان وفلسفته ..لقد شعرت أنني ادرس الفنون مرة أخرى.. انها تجربة مميزة فتحت لي المجال كي اظيف نكهة أخرى اعتبرها متمردة على اسلوبي الفني.
الألوان لها تأثير فى عالم ندى، مزيج هذه الألوان هل لها علاقة بشخصيتك؟
نعم ..الألوان هي ندى ..الألوان تبهج روحي فأنا اعشق اللون الابيض فهو فراشات روحي..وأنا أرقص علي اللون الاحمر واتزين باللون الازرق وقلبي يتغذى علي اللون الاخضر …..تجربتي مع الألوان اكتشفتها مع السفر وتقلبات المراحل في حياتي فكل لون أضعه بلمستي علي لوحتي يعني نقطة تحول أو حب او حزن أو فرح أو حتى موت ..الحياة من غير الألوان لا طعم لها …
وانا بدون الواني ..لا حياة لي …
ماهى الخامة التى تفضلي الرسم عليها ؟
انا ارسم علي اي خامة …احب الرسم علي القماش (الكانفس)وتعلمت الرسم علي الكومبيوتر وI Pad باستخدام العديد من البرامج مثل الفوتوشوب والكورول درو والالوستريشين ..فاليوم نحن نعيش في زمن الالكترونيات والتقنية ويجب أن اكون مع ما يتماشى في عصرنا وايضا ما يتضمنه الفن من أصول ..انا مع التطور فيما يخدم الرؤية الجمالية.
ماهو افضل عمل قمتي به وكان مقرب لقلبك؟
هذا سؤال جميل واشكرك لانك طرحته …انا احب كل أعمالي …فأنا اعتبرهم مثل اطفالي لكنني في احيانا كثيرة انظر الي العمل بعد الانتهاء منه واسأل نفسي …هل فعلا انا من قام بهذا العمل؟
واحيانا أخرى أشعر بأنني قصرت في بعض لوحاتي وأنني غير راضية عنها واقرر أن أخلق عمل آخر لينظم إلي باقي أفراد عائلتي …ومن هنا، على ما اعتقد يأتي الإلهام أو الإصرار علي خلق المزيد من الفن.

وهل انتِ من النوع الذى يكرر أعماله؟
لا ..انا لا اكرر أعمالي ..وايضاً لدي الكثير من الأعمال الغير كاملة لأنها مرتبطة بحقبة زمنية معينة من المشاعر والأحاسيس ..أن علاقة الفنان بلوحاته أو عمله الفني بشكل عام علاقة حسية عاطفية بحثة من وجهة نظري. فإن فقدت انا تواصلي الحسي مع عناصر العمل الفني متأثرة بحالة عاطفية اجتماعية او حتى حالة عابرة في الحياة عموما لا استطيع أن أكمل لوحتي …لدا ستجدين أن لي العديد من السكتشات الغير منتهية والتي لم تأخذ حقها حتى في البداية.

ماهى الصعوبات التى تواجهك كفنانة وكيف تنقلي تجربتك للآخرين؟
عن تجربتي انا سأتحدث ..فهناك بعض الفنانين لا يجدون صعوبة …لكنني واجهت الكثير من عدم الإهتمام والبعض كان يعتبر أن ما أفعله هو مضيعة للوقت وآخرون لم يؤمنوا بي وعلى الصعيد الآخر من الحكاية الايجابية هناك قلة ممن شجعني ..حياة الفنان يا عزيزتي مليئه بالحزن والمفاجأت وإذا نظرنا عبر التاريخ سنجد اغلب الفنانين كانو فقراء فهناك من باع لوحاته بأبخس الأثمان من أجل رغيف خبز والآن تباع لوحاته بملايين الدولارات مثل الفنان الأمريكي جاكسون بولوك ..أو فان خوخ الذي عاش فقيرا ومات فقيرا في غرفة بها سرير وكرسي وكان أخوه هو العائل الوحيد له …وهناك من كان محظوظا وذكيا وعبقريا و غنيا مثل الفنان العظيم بيكاسو ..أن اصعب الصعوبات من وجهة نظري هو طريقي الى القمة ..هذه الطريق تحتاج إلي صبر وإصرار وعزيمة والأهم الاستمرار.
من أين تستوحين فكرة اللوحة؟
احيانا من موقف في الشارع أو شخص في الاوتوبيس أو قصيدة..أو ربما خيال شجرة أو وردة أو فراشة قد يتحول في عقلي الي مشهد درامي أو شقاوة واجدني اخلقه بألوان روحي ليتجسد علي لوحة … واحيانا أخرى هي مشاعري .. لحظات وقصص أمر بها ..مشاعر واحاسيس تظل تنهش روحي ولا استطيع النوم حتى اجسدها بفرشاتي علي لوحة..
ماهي اللوحة الفاصلة لكي بين الموهبة كفنانة ولوحة المبدعة كمسار لتحول لنقطة جديدة؟
انها لوحة بعنوان ..عازفة البيانو الليبية ..والتي عرضتها للبيع في مزاد في متحف جيتي ب لوس انجلوس 2014 ..كانت هذه هي نقطة التحول الفعلية للصعود إلى منطقة.. السمو بالفن.
كم عدد المعارض التى اقمتها لوحدك ومعارض بمشاركة الآخرين وأيهما الأقرب لك المعرض خاص او المعارض المشتركة ؟

المعرض الخاص كان معرض قطرات الندى ..أما عن عدد مشاركتي في المعارض الجماعية فهي كثيرة ولا أذكر العدد..فقد قمت أيضا بالمشاركة في عدة معارض الكترونية ولدي العديد من شهادات التقدير .. الحقيقة انا أسعى لكي اعرض أعمالي في معرض خاص بي .. تجربة الخصوصية لها رونق وسمو فالمتلقي لا تضطرب عيناه بعدة أساليب فيسافر مع كل لوحة ليحاول قرائتها ..الرحلة ستكون ممتعة والتعدد يعطي بهجة وكسر الحواجز في عقل المتلقي ..اما المعرض الخاص .. ستنحصر روية المتلقي وقرائته في سلسلة متناغمة كمشهد لفلم صامت .. فتنساب روحه مع الألوان وضربات الفرشة مع الاحاسيس فيحاول جاهدا قراءة الفنان نفسه …لذلك افضل المعارض الخاصة ..حتى وانا المتلقي.
ماذا تقول ندى لجمهور الفن التشكيلي؟
احبكم ..فأنتم ترتقون الى مستوى السمو.
حدثينا عن تجربتك فى جدارية لوس انجلوس كيف كانت بصمتك المميزة؟
هذا العمل تحديدا اعتبره نقطة تحول حقيقية ..أن تختارني مدينة لوس انجلوس وتحتضن فني وتقدرني بشهادة تقدير أخرى أنه لشرف عظيم ..من بين أكثر من 100فنان تم الموافقة علي 10 فقط لينفذو أفكارهم علي أرض الواقع ..وما رأيته من رد فعل الناس بالطريق أثلج صدري حتى أن المارة لقبوني ب ..الآنسة بيكاسو.. كنت في ساعات العمل اسافر مع كل لون تضعه فرشاتي وامزجه باحاسيسي المبتهجة وفي نفس الوقت ذلك الخوف الذي لا يفارقني من أن أفشل أو أن لا يكون العمل كما أريده أن يكون …لكنني أعتقد أن ذلك الخوف هو الحافز القوي لخلق عمل فني جميل.
ماذا كان اخر اعمالك الفنية؟

آخر اعمالي التي شاركت بها كانت لوحة بعنوان بورتريه شخصي ..والتي علقت في اكبر وأعلى مبني في لوس انجلوس مع 1000 فنان من مختلف أنحاء العالم ..وتم نقل الافتتاح علي القنوات المحلية في مدينة لوس انجلوس ..
هناك معارض كثيرة سأشارك بها خلال هذه الفترة ..فقد طرحت إحدى اللوحات الجديدة علي ((المترو)) شركة المواصلات هنا وانا انتظر النتيجة وأتمنى أن يقبلوا لوحتي …وايضا سأشارك في معرض جماعي في شهر ديسمبر في ولاية فلوريدا ب ميامي …
الى ماذا تتطمح ندى ؟
طموحي أن أصبح جزءا من تاريخ الفن.
ماهى رسالتك الفنية التى تتطمحين للوصول إليها؟
أن يسمو الفن بكل تلك الأرواح لترتقي ..بالجمال …وترتقي الإنسانية و تكف الحروب.
لو لم تكوني فنانة تشكيلية ماذا ستكون ندى؟
لا استطيع الا أن اكون فنانة .ربما في مجال الرقص ..فأنا اعشق الرقص والغناء ..وايضا اجيد النحت والمنسوجات اليدوية …أو ربما موسيقية فأنا اعزف آلة البيانو والاوكورديون ..هل رأيتي ..لا استطيع الا أن اكون فنانة.
رسالة لبنات جيلك؟
(حنقولها بالليبي ..اجري ورا حلمك وما تسمعيش كلام الناس السلبي ..استمري وصدقيني حتوصلي وتولي احسن مني ..)
ماهي رؤيتك للفن التشكيلى الليبي؟
بصدق وصراحة …الفن التشكيلي الليبي يعج بالفنانين والفنانات المبدعين والموهوبات ولكن ..ينقصنا عنصر الاهتمام..يجب الاهتمام بكل هذه الطاقة الشبابية الجميلة وتوجيهها ودعمها من الدولة .. وأن لا تحتكر من قبل أشخاص.
. هل هناك رسالة خاصة تقدميها من خلال لوحاتك ؟

الحقيقة ..رؤيتي وفلسفتي الفنية تندرج تحت عنوان واحد…المرأة والرجل يجب أن يكملان ويندمجان مع بعضهما بكل ألوان الأرض.
هل استخدام الألوان يحتاج إلى مهارة؟
يحتاج الي حس، والخبرة تكسب الفنان المهارة لكن المهارة لا تقف عند حد معين بل قابلة للتجديد اللانهائي في مجال الفن.
ماهي المدرسة الفنية التى تنتمي إليها؟
..سأجعل المتلقي والقارئ هو من يحدد.
ما رأيك فى حركة الفن التشكيلي النسوي؟
أتمنى من كل قلبي أن أراها عالمية تحت اسم ليبيا.
كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار؟
استمتعت جداً بهذا الحوار اللطيف والهادف ..واشكر الأخت الجميلة عبير المحجوب، على كل هذا الاهتمام وهذا الدعم المعنوي الذي لا يقدر بثمن .. أتمنى أن تقف كل هذه الحروب ونتتفس السلام. ندى قليوان

عن رئيسة التحرير

شاهد أيضاً

تحت شعار كشفك المبكر … حضنك المنيع.

يوافق شهر أكتوبر، الشهر الوردي للتوعية بسرطان الثدي و أهمية الكشف المبكر؛و في مجمع عيادات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *