يوميات أم لأول مرة .
رسالتي الأول:
لم اكن مستعدة لأحمل ذلك الاسم وتلك المشاعر …احساس أكبر وأعظم مني…. كان وقت مبكر علي …لم أتقبل خبر بأنه قد أتى ويجب أن أتحمل تلك الأشهر الصعبة ..كما أسمع من الكثيرات اللاتي مروا بهذه التجربة، لم أكن معترضة …ولكن كان خوف من نفسي مسيطر على قلبي وعقلي…….
كيف ستكون هناك روح داخلي؟
كيف سيكون شكله؟
كيف ستكون تلك الأشهر علي؟
هل سأعتني به جيدا؟هل سأكون (ماما) جيدة؟،ويفتخر بي،واحسن تربيته وأخاف عليه.؟
لم أعتاد على وجود طفل في حياتي ،لم اعتن ولو لمره واحدة بطفل … لاأعرف ماذا تعني مسؤولية… لو مرض كيف سيكون وضعي؟
لو بكا ولو جاع.
لم أستعد لخبر بأن هناك طفل يتكون دخلي ،،
هل تصدقوني لو قلت : طيله أشهر كنت أتهرب من عدم وجوده..ولا أريد أن اتذكر ان هناك طفل سيأتي بعد 9أشهر.،لا أحد يعرف ماكنت اشعر به إلا الله… ولهذا لم أشعر بحمله كان خفيفاً جداً علي بفضل الله.
لم أمر بما قالته بعض السيدات …….وبعد اشهر في كلّ مرة يحاول تذكيري بوجوده “أنا هنا يا ماما” فكنتُ أضع يدي على بطني وأجيبه بكلّ حبّ ” أعلم بوجودك ولكن أخف من نفسي عليك “
ومن تلك اللحظة أصبح تواصلنا أكبر، أسعد احيانآ بتلك الحركات وانتهز الفرصة حينها للحديث معه، و كنتُ اقرأ له الكتب والقرآن وبعض الحكايات واسمِعُه موسيقى..
.
وها قد اقترب موعد قدومه ،ولازالت الأفكار نفسها وخوفي يزداد… لماذا لم يأتني شعور بفرحة اقتراب قدومه؟ لماذا لم اشعر بالأمومه التي يتحدثون عنها موجودة داخل كل أنثي؟ .لماذا لم اشعر بعد بمسؤوليتي….هل انا طبيعية ،
هل يجب على استشارة دكتور ، ليقدم لي نصيحه ،
بنغازي27_8_2022(يوم السبت )1:45:10م
أتى الي الحياة ……..
يقولون الحب من نظره الأولى، لم أستوعب النظره الأوله ولا النظره الثانيه ولا حتى العشره ، لازلت أتهرب حتى بعد ان أصبح موجودا الأن بين ذراعي ،أين تلك المشاعر لم تأتيني بعد ، ذلك وقت تذكرت رواية قد قرأتها يوما (حليب أسود)، أيمكن ان اكون مصابه بكآبة مابعد الولادة التي تحدثت عنها الكاتبه.. ولكن اشعر بأني طبيعية ..ولم انفر من شيء …فقط لا أشعر بمسؤولية……… لم اكتب عنه ، البعض لا يعرف بأني اصبحت اما ولي طفل إلا المقربين وكأني اخبي شيء ……
انا من احب الأطفال كثيرا ،الأن أتهرب من طفلي قطعه مني ا!؟
هل يعقل بأن أتهرب من وجود تلك الملامح الجميلة :بشرة قمحية وأنفٍ صغير وشعر بنيٍّ مموج وعينان لامعتان وتلك الأنامل الصغيرة،والفم التوتي ،،ورائحتك مختلطه بأنفاسك تشبه مسك وياسمين
ولكن اليوم سأقول لكم بأنه:
فرحتي الأولى وَ طفلي الأول , غيمة قلبي الذي تمطر فرحاً وَ تُزهر سعداً , عيني الأولى وَ نقطة ضعفي ما قبل الأخيرة , هو ناظري وكحل عيني هو مبتدأ قصائدي ونهاية أبياتي
واثمن أشيائي والأقرب لقلبي.وأول حب بحياتي واثمن عطايه الله
دائماً أدعو الله ألا يختبر صبري بوجعك أو مرضك , دائماً أستودعتك عند الكريم الذي يُحب الجمال , سُبحان الذي صورك في أحسن صورة وَ جمّلك في أعين خلقه
وأهمِس في أذنك، أنّك ستكون استثناءً في قلبي بين جميع، فأنت أوّل من علمّي معنى الأمومة، وأوّل من سيناديني بماما. ويختبئ تحت جناحي إن أحسّ بالخطر،
انت نبض امومتي، ادركت معه ان قلبي الان ليس في جسدي بل في جسد صغيري
أحببتُك لأبعدِ مدى، وفكرة وجودك فقط في حياتي ،نائمًا بقربي تملأ حياتي بهجةً وسعادة.
اخذت عهدا على نفسي بأن أكرّس حياتي لتربيتِك تربية صالحة، على حسنِ الخُلق وأنبِتك نباتًا حسنًا، أن أسعى جاهدة لتعليمِك أحسن تعليم، وان احبك كثيرا ،لكنّي لن أعدك بأنّي سأكون الأمّ المثالية، فقط سأحاول جاهدة لأكون كذلك
بقلم / امليا بن عيسي