إن إستخدام المضادات الحيوية للأسنان له استطبابات وقائية واستطبابات علاجية، أخذ المضادات الحيوية قبل علاج الأسنان يتم فقط في حالات محددة جداً التي يكون فيها التهاب في اللثة / التهاب في السن الذي يستلزم اخذ العلاج بالمضادات الحيوية قبل علاج الاسنان وبعده، ويعود السبب لذلك لتجنب حدوث أي عدوى جرثومية خلال المعالجة السنية الهدف من العلاج بالمضادات الحيوية هو منع الإصابة بالتلوثات في مجرى الدم أو صمامات القلب (Endocarditis) بالأساس عند المعالجين الذين تم تثبيط المناعة عندهم ذوي الإعاقات القلبية الخلقية, او ذوي صمام
قلب اصطناعي.
ان أخذ المضادات الحيوية دون إستشارة الطبيب او دون الحاجة لذلك من الممكن يحمل معه بعض الأضرار على صحة الفرد، بحيث أن الإستخدام المبالغ فيه للمضادات الحيوية يسبب بعد فترة مشكلات كبيرة وأبرزها عدم تأثير مفعول المضاد الحيوي عند الحاجة إليه بسبب الإفراط في تناوله دون ضوابط كمثال على ذلك خلال تدربي في إحدى عيادات الأسنان كان هنالك مريض يعاني من آلام حادة في الأسنان، و كان السبب هو خُراج سني ويجب علاج السن بسحب العصب، ولكي يقوم الطبيب المختص بعلاجه يجب ان يأخذ المريض المضادات الحيوية، ولكن تأخر علاج المريض وإزداد الألم لديه و السبب عدم تأثره بمفعول المضاد الحيوي الذي وصفه الطبيب اول مرة، مما جعل الطبيب يتضطر إلى تأجيل علاجه ووصف مضاد حيوي مختلف، وكان ذلك يرجع الى إفراط المريض بأخذ
وممكن أيضاً ان تسبب أضرار أخذ المضادات الحيوية بدون ضوابط في تغير لون مينا الأسنان لا يمكن التخلص من هذا
اللون عند البالغين بسبب عدم تجديد ونمو الأسنان عندهم، كما أن كثرة تناول المضادات الحيوية تسبب نقصاً في عدد
البكتيريا الطبيعية في الفم Normal Flora) وبالتالي تؤدي إلى نمو الفطريات بكثرة.
لتجنب الأعراض الجانبية و الاضرار التي يسببها تناول المضادات الحيوية يجب على المريض استشارة الطبيب قبل أخذ أي دواء لان الادوية عادةً ما تعمل بشكل عكسي عندما لا يكون استخدامها في محله وتسبب أضرارا صحية لدى الفرد.
المضادات الحيوية قبل قلع الأسنان إذا كان هناك التهاب بالسن وقرر طبيب الأسنان أنه يجب قلعه هل يحتاج المريض لأخذ مضاد حيوي قبل قلع الضرس؟ نجد أن بعض أطباء الأسنان يصر على تأجيل القلع وإعطاء وصفة لمضاد حيوي أولًا، وكذلك بعض المرضى يطلبون من الطبيب التأجيل والوصفة. استطلاعي لآراء المرضى أظهر وجود قناعة بالحاجة للمضادات الحيوية، واستطلعت آراء الأطباء قبل فترة ووجدت أن نسبة كبيرة تصفها رغم اقتناعهم بعدم وجود حاجة لها علميًا. من النادر أن يحتاج المريض لمضاد حيوي قبل قلع الضرس أو أن يحتاج لتأخير العلاج لبعد تناول المضادات الحيوية لبضعة أيام أولًا، وذلك لأن أفضل طريقة لعلاج أي التهاب هي إزالة سبب الالتهاب وهو السن في هذه الحالة. قلع السن المصاب كفيل بإزالة الالتهاب في الغالبية العظمى من الحالات. لا يحتاج المريض لتناول المضادات الحيوية إلا في حالات نادرة منها على سبيل المثال : ا. إذا كان الالتهاب منتشرًا إلى الأنسجة العميقة في الفم أو الوجه مما يمنع إزالة الصديد والخراج المتجمع بمجرد قلع السن . إذا كان هناك انتشار للالتهاب إلى أعضاء أخرى في الجسم، ويرى ذلك عادة في ارتفاع درجة الحرارة أو تضخم الغدد اللمفاوية في منطقة العنق أو أماكن أخرى
. في حالة وجود بعض الأمراض التي تقلل من مناعة الجسم وبالتالي قدرته على مقاومة الالتهابات من غير مساعدة
إضافية من الأدوية، كبعض أمراض صمامات القلب وبعض حالات داء السكر ولكن فقط إن كانت الحالة شديدة أو مستوى
السكر غير منظم
إذا وجدت واحدة أو أكثر من هذه الأمور قد يكون إعطاء المضادات الحيوية قبل أو بعد قلع السن ضروريًا. ولكن يجب تذكر أن هذه الحالات الشديدة يكون من الواجب علاجها من قبل الأخصائي أو حتى إحالتها لقسم الطوارئ في بعض الأحيان، ولا يكفي إعطاء المريض وصفة لمضاد حيوي وصرفه من العيادة. يقال أحيانا أنه يجب إعطاء المريض مضادا حيويا لعدة أيام حتى تخف حدة الالتهاب لأنه لا يمكن تخدير السن المصاب إذا كان ملتهبا، هذا القول فيه شيء من الصحة من الجانب النظري، ولكن عمليا توجد العديد من الطرق التي يمكن إستخدامها من قبل الطبيب لتجنب هذا العائق النظري وتخدير السن بشكل كاف. لهذا أعزائي رجاءاً توقفوا عن أخد المضادات الحيوية بدون استشارة طبيب.
Check Also
تحت شعار كشفك المبكر … حضنك المنيع.
يوافق شهر أكتوبر، الشهر الوردي للتوعية بسرطان الثدي و أهمية الكشف المبكر؛و في مجمع عيادات …