التقتها/ امال الشراد
ضيفة “بيتهوم” اليوم من أوائل النساء الليبيات الآتي تقلدن منصب مصرفي رفيع، امرأة اخذت على عاتقها مهمة المناصفة مع الرجال في تقلد المناصب التنفيذية في قطاع الخدمات المصرفية والخدمات المالية عموماً وتجسيدها امراً واقعاً. ضيفتنا رغم التحديات والصعوبات والقيود الاجتماعية التي يراها البعض عائقاً، لكنها کانت مثالاً للمرأة القوية تری کل قيدا وهماً لن يمنعها إذا ارادت الوصول.
هي سيدة تخصصت في مجال المحاسبة والإدارة، تدرجت في المناصب الإدارية والمالية، عشقت العمل الأهلي، عملت بصمت ومدت أيادي بيضاء كثيرة لعمل الخير.
وهي كذلك المرشحة عن دائرتها للانتخابات البرلمان الليبي المقبل، التي ترى أن ووجود المرأة في دائرة صنع القرار هو أكبر دليل على تطور المجتمعات.
للتعرف على هذه المسيرة الرائدة لسيدة تملك الكثير من الخبرة مقارنتاً بسنوات عمرها، سيدة أمنت أن وجودها في هذا القطاع المهم ضرورة لاصلاح الخلل في التوازن والمساواة بين الجنسين في تولي مسؤوليات أعلى المستويات الإدارية في القطاع المصرفي والمالي، التقيناها وكان هذا الحوار:
س: أستاذة، كيف تقدمین نفسک للقراء؟
ج: أنا بسمة عبدالله مفتاح الفرجاني، متحصلة على بكالوريوس إدارة أعمال، أعمل حالياً مديراً لمصرف الوحدة فرع جامع الصقع، مترشحة للبرلمان القادم عن الدائرة الحادية عشر حي الاندلس،مؤسس ورئيس حزب الثبات الديمقراطي، الخبرة المهنية 26 سنة في مجال العمل المصرفي، وتدرجت في عديد المناصب الإدارية في هذا المجال، ومنها:
*مساعد رئيس قسم الشؤون الإدارية مصرف الوحدة حي الاندلس، *رئيس قسم الشئون الادارية والعاملين مصرف الوحدة حي الاندلس، *أمين سر مجلس التأديب بمصرف الوحدة، *مساعد مدير ونائباً لمدير مصرف الوحدة فرع السواني، *مدير فرع بالتكليف لمصرف الوحدة فرع الاستقلال، *عضوة في مؤسسة اليقين الخيرية.
ومتحصلة على المؤهلات العلمية: بكالوريوس إدارة اعمال- دبلوم محاسبة، الدبلوم المهني في ادارة المحافظ الاستثمارية (عمان – الاردن)، وتلقيت عديد الدورات التدريبية منها: دورة البورصة ومكافحة التزوير والتزيف، دورة الحوكمة وإدارة المشروعات، دورة مهارات اعداد وكتابة التقارير والمراسلات الإدارية، دورة رخيصة الدوليةICDL ، دورة التحليل المالي لتقيم الاوراق المالية ، دورة الاستثمار في البوصات والاسواق المالية، دورة الارشيف الالكتروني، دورة الاستثمار الاوراق المالية(اسهم ، سندات، مشتقات مالية)، دورة السكرتاريا المعاصرة والادارة الفعالة، دورة الائتمانية (مصر)، دورة إدارة مخاطر الاستثمار في الاوراق المالية (عمان – الاردن)، دورة محافظ وصناديق الاستثمار(عمان -الاردن)، دورة فن القيادة وحل مشكلات، دورة العناية بالطفل والاسرة، دورة اعداد القادة (تونس) ، دورة أساليب التحقيق (القاهرة-مصر).
س: سيدتي، إنه لتحدٍ عظيم أن تكون المرأة في منصب يضنه الكثير صعب على المرأة، وان تقبل المرأة هذا التحدي لتبرهن لنفسها وللناس أنها على قدر المسؤولية فهذا هو النجاح، كيف استطاعت الأستاذة بسمة تقلد منصب مدير فرع لمصرف مهم والظهور بصورة القائدة الناجحة؟
ج: أعتقد أن الخطوة الأهم هي التسلح بالعلم والمعرفة وتطوير المهارات و معرفة القوانين في أي ميدان تودّ المرأة دخوله، ثم يأتي الإصرار والمثابرة والرغبة في النجاح، و كامرأة ليبية أشعر بالفخر والاعتزاز، لما سجلته المرأة في بلدي من حضور بارز في ساحات العمل عربياً واقليماً ودولياً.
س: الأستاذة بسمة تقلدتِ عديد المناصب القيادية وكيف ساعدتك خبرتك في مواجهة تحديات القيادة؟
ج: كما أوردت في التعريف عن نفسي، سعيت منذ وقت مبكر إلى صقل مهاراتي والتطوير من ذاتي لأن الخبرات المتراكمة هي أحد أهم أدوات القيادية والله وفقني والحمد لله.
س: أعتقد أن معظم النساء لم يحظين بالتشجيع للمضي قدمًا خارج إطار أسرهن. ما هي التحديات الاجتماعية التي اعترضتك في هذا الدور الغير التقليدي للمرأة؟
ج: أن مجمل التحديات على المستوى الاجتماعي ترکزت في وقت ما في حياتي في نظرة المجتمع المليئة بالشك للمرأة العاملة، الشك في قدراتها وكونها تستطيع الإنجاز وما يترتب على هذه النظرة من ضغوط قد يمارسها المحيطين، ولكن أنصح نفسي و كل من يريد مواجة هذه التحديات أن يتحلّى بالجرأة في المقام الأول، وعليه كذلك تنظّم شؤونه لكي يتمكن من مواجهة اي تحديات عائلية كانت أم وظيفية.
س: السيدة بسمة من خلال توليك لمنصبك الحالي، هل يفرق عالم الأرقام والحسابات بين رجل والمرأة؟
ج: لا، لا يفرق أبداً بين الرجل والمرأة، لأن مقياس النجاح في هذا المجال هو العطاء وحب العمل والقدرة علي إدارة الأمور وهذا هو الفارق.
س: السيدة بسمة، وأنت المرشحة لمنصب سياسي رفيع، ما الذي ألهمك أو شجّعك على الترشّح لانتخابات مجلس النواب الليبي المقبل؟
ج: قبل التفكير بالترشح اكتفيتُ بالعمل الدؤوب و المتفاني ولم أكن أنوي في البداية الترشح لكنني حظيت بالتشجيع لخوض غمار الحياة السياسية، وعندما قرّرت الترشح، حصلت على دعم أسرتي واصدقائي، فهم الداعمين والمحفزين لتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز في حياتي.
س: ماهي الطرق التي يجب أن تتبعها النساء بهدف تعزيز فعاليتهن في المناصب القيادية؟
ج: هذا الكلام مهم للرجال والنساء على حد سواء، وكما سبق وذكرت من المهم جدًا أن نتحلّى بالذكاء و أن نبذل جهوداً إضافية لنبرز مؤهلاتنا وقدراتنا، ومن خلال منصبي كرّست وقتي للعمل في إطار التنافس الشرف بهدف تطوير أسلوب العمل، ومن خلال منظمات المجتمع المدني والعمل الأهلي کنا نسعى لتحقيق المزيد من المكاسب والإنجازات للمرأة الليبية، بهدف تعزيز دورها في مختلف المجالات، وتعظيم مسؤولياتها في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، بحيث تصبح المرأة الليبية شريكاً حقيقياً فاعلاً في نهضة مجتمعها ورفعة وطنها.
س: يتطلب وصول المرأة إلى البرلمان وعي الثقافي والمجتمعي بأهمية دورها السياسي، فهل لدى المرأة الليبية بشکل خاص و المجتمع الليبي بشکل عام هذا الوعي؟ أم ما زال هناك بعض التحفظات المجتمعية؟
ج: أعتقد إن مشاركة المرأة السياسة وجودها في مراكز صنع القرار هو أكبر دليل على تطور المجتمعات، ويقاس التطور بنسبة هذه المشاركة، وليبيا سباقة عن غيرها من الدول العربية في اقرارها لحق مشاركة المرأة في العملية الانتخابية من خلال إقرار هذا الحق في دستورها 1953م، و تأكيد في المرسوم الحكومي في 1964م، والوارد بنص صريح ( يجوز لليبية ممارسة حق الانتخاب متى بلغت السن المشار اليه…)، والمرأة الليبية ولم تتوانى خلال كل السنوات الفائتة عن المشاركة السياسية رغم الظروف والأوضاع الأمنية في البلاد، و خلال السنوات الأخيرة تزايدت مشاركتها ولم تعد مقتصره على التصويت، بل أزادت اعداد المترشحات للانتخابات البرلمانية وحتى الرئاسية، وبالتالي يمكن تلخيص كل ما سبق بأن المرأة الليبية أصبحت أكثر وعياً بأهمية مشاركة الانتخابية والسياسية، وهذا إنعكاس لتزايد الوعي المجتمعي بأهمية دورها وضرورة مشاركتها.
س:الأستاذة بسمة الأم وربة المنزل ما نصيب كل هذه الصفات من اهتمام المسؤولة الناجحة والسياسية الواعدة؟
ج: أعتبر نفسي امرأة معتدلة، فأنا أقدّر أسرتي كل تقدير، ومن جهةٍ أخرى أرغب بالقيام بعملي على أكمل وجه، و في المنزل أنا أمرأة تحبّ أداء دورها التقليدي على الرغم من أنها ليست بالمهمة السهلة في بعض الأحيان، لكن أسرتي متعاونة ومتفهّمة جدًا لطبيعة مسئولياتي.
س: ما الرسالة التي يوجهها نجاحك إلى المرأة؟
ج: ان تتحلّي بالثقة في نفسها، وفي قدراتها، وأن تعرفي أنك كامرأة تملكين القدرة على إحداث التغيير في الحياة، واحرصي كذلك على أن تكوني مراعيةً للآخرين مثل أسرتك ومحيطك فهم ركيزتك الأولى والأهم.
س: السيدة بسمة ما أهم إنجازاتك على صعيد العمل الاجتماعي والخيري؟
ج: احببت كثيراً العمل في أنشطة في المجتمع المدني، شاركت في منظمات عدّة، ونظّمت مختلف أنواع الأنشطة وكلف بعدة مهام منها: منسق شؤون المرأة بالمؤسسة اليقين الخيرية، وأمين صندوق لمنظمة لمسة لشباب والرياضة، و عضو عن شؤون المرأة في متندي الاهلي طرابلس، رئيس فخري للمتندي عضو عن شؤون المراءة بنقابة الاعلاميين الرياضيين، عضو مجلس التواصل والتوافق حي الاندلس عضو مؤسسة سند لمرضي الاورام
كما ساهمت في عديدة الاعمال الخيرية والتوعوية : وزيارات الاجتماعية لدار الوفاء دار بوهريدة، و اطلاق مبادرة الحملة التوعوية في الثانويات ( اضرار التواصل مواقع الاجتماعي ) بالتعاون مع المباحث الجنائية، اقامة احتفالات عائلة للأسر الليبية في الاندية (مجانية)، والمشاركة في تجهيز السلال الرمضانية و الكسوة العيد للعائلات المحتاجة ، دعم لبعض مناطق في لإقامة دوريات رياضيه للشباب من خلال توفير بعض المستلزمات الرياضية والكؤوس مثل منطقة السراج وطريق السور.
وفي ذات السياق أود ان أقول المرأة الليبية مطالبة أكثر من أي وقت مضى بأن تتسلح بمزيد من الوعي والثقافة والعلم والإنفتاح على كل علوم العصر بالشكل يخدم قضيتها، لأن المرأة الليبية على وجه التحديد تعيش ظروفاً استثنائية بسبب فترة عدم الإستقرار التي يشهدها الوطن، وأن كان هذا لم يمنعها من ان يكون لها دوراً بارزاً وبصمة واضحة في مجال العمل الاجتماعي والسياسي .
س: أستاذة بسمة، كيف ترين حظوظكن كنساء في الانتخابات؟
ج: قبل الحديث عن الحظوظ سأذكر بعض المعوقات، لما لها من تأثير مباشر على حظوظ المرأة السياسية، فلا تزال أهم هذه المعوقات هي الثقافة الاجتماعية، فهناك تحفظ الى حد ما أوتخوف من ترشح المرأة، لأسباب اجتماعية واقتصادية، وبتقديري كل ما زاد عدد النساء المترشحات، وأثبتت وجودها كلما كانت فرصة المرأة للوصول الى البرلمان أكبر، لذا نحتاج من الاتحاد النسائي الليبي والجمعيات والاحزاب السياسية أن تدعم المرأة أكثر للوصول الى البرلمان.
كذلك تشكل التحديات المادية أحد العوائق التي يوجهها المرشح للانتخابات بصفة عامة والمرأة بصفة خاصة، أما عن الحظوظ، فأنا متفائلة وأشعر بالثقة بمجتمعي فهو القادر على إيصالي الى البرلمان لتمثيله.
س: ما النصيحة التي تسدينها إلى النساء الأخريات الطامحات إلى الوصول إلى منصب سياسي او إداري؟
ج: کما اسلفت القول ولسوء الحظ، لا تهتم بعض المنظمات النسائية في المجتمع المدني بالمشاركة دعم المرأة للترشح للمناصب السياسية والسيادية، فعندما تقرر المرأة دخول معترك المناصب العامة، أو السياسية يجب أن يقدم لهن الدعم، فمن المهم أن يكون للمرأة الليبية كيان يدافع عن حقوقها، ويعمل على تذليل الصعوبات ومواجهة التحديات التي قد تعيق دورها شريك حقيقي و فعال في نهضة مجتمعها.
المرأة الليبية الآن تشغل مقاعد في مجلس النواب، وفي لجنة اعداد الدستور، كما حظيت وعن جداره بحقائب وزارية مهمة، المرأة الليبية قاضية، وعضوة في النيابة، المرأة الليبية قائدة طائرة، المرأة الليبية طبيبة، وشرطية، المرأة الليبية أثبتت كفاءتها في المراكز القيادة ومراكز صنع القرار، واقتحمت مجالات كان منذ مدة ليست بالبعيدة من الصعب تصورها فيها .
قد لا يتسع المجالات لذكر كل المجالات التي ابدعت فيها المرأة الليبية بكفاءة واقتدار، لكن ومن هذا المنبر ادعو نفسي وكل نساء ليبيا الى المزيد من العمل الدؤوب، لتوظيف كل إمكانياتهن وطاقاتهن وعلمهن في خدمة الوطن الذي ينتظر منا الكثير، الطريق ليس سهلاً لكن لا يجب أن تشعر النساء بالخوف من العمل السياسي. فخلافاً للاعتقاد السائد هنّ قادرات على تحقيق النجاح في السياسة، ونصيحتي تحديد الهدف والسعي للوصول اليه بالعمل الدؤوب.