أخبار عاجلة

محمد الاصفر وركلة جزاء ” ركلة جزاء”

رواية صدرت حديثا عن دار زينب للنشر والتوزيع بتونس ، رواية أخرى تنضاف إلى رصيد الروائي الليبي المتميّز محمّد الأصفر الذي بدأت ملامح تجربته الروائيّة تتشكّل شيئا فشيئا من رواية إلى أخرى.وقد عرف عن الكاتب وفرة الإنتاج، إذ صدرت له أكثر من 14 رواية من أهمّها: “المداسة”، “تقودني نجمة”، “نواح الريق”، “سرة الكون”، “شرمولة”، “يا نا علي”، “عسل الناس”، “شكشوكة”، “ملح”، “فرحة”، “وزارة الأحلام”، “علبة السعادة”، “تمر وقعمول”، ” جمايكا”. وإنّ القاسم المشترك بين أعمال محمد الأصفر إضاءتها لمراحل معيّنة من تاريخ ليبيا المعاصر. وهو ما لمسناه أيضا في رواية ” ركلة جزاء” التي أرادها صاحبها نافذة مطلّة على مرحلة دقيقة مرّت بها ليبيا وتمتدّ بين سنة 2000 و2011. مرحلة التبست فيها الأحداث الرياضيّة بالأحداث السياسيّة. وقد توزّعت الرواية على تسعة فصول غير معنونة متباينة الحجم، إذ تراوح عدد صفحات الفصول بين 5 صفحات و96 صفحة وقد يفسّر هذا التباين في الكميّة بدرجة أهميّة الأحداث. تنطلق الرواية بحدث مهمّ في تاريخ الرياضة الليبيّة، حدث هدم مقرّ النادي الأهلي ببنغازي وتحديدا بشعبية الزيتونة سنة 2000. وقد تمّ ذلك بقرار من رأس النظام وابنه الذي ترأّس في تلك الفترة الاتّحاد العامّ لكرة القدم وفعل ما في وسعه لعرقلة صعود الفريق. وتُصوّر الرواية وبشكل واضح في الفصل الأوّل ما تبع هذا القرار من قتل واعتقالات في صفوف المشجّعين واللاعبين والأهالي وقد تتابعت الاحداث بشكل متتالي وبطريقة سرد غنية ضمن اسلوب تشويقي مليئء بالصور استطاع الكاتب أن ينقل القارئ من لعبة رياضيّة ومنافسة بين فريقين إلى لعبة سياسيّة مدمّرة ، أدّت إلى انقسام الشعب الشعب الليبي مجدّدا ودمار شمل كلّ البلاد. وهنا ينزاح العنوان عن دلالته المباشرة ليتّخذ بعدا ساخرا فيصوّر فظاعة الأحداث الدامية التي شهدتها ليبيا. فللعنوان إذن، علاقة متينة بالمتن . فهو يختزل المغزى الذي من أجله كُتبت الرواية، إذ كان أمام الشعب الليبيّ فرصة ثمينة لتحقيق أهداف ثورته والنصر إلّا أنّه أخفق في ذلك ليتمكّن الإرهاب في آخر مشهد من الرواية من تسديد ركلة جزاء في مرمى الوطن. إنّ اللافت في رواية “ركلة جزاء” فضلا عن تقنية تعدّد الرواة، قيام عوالمها الروائيّة على شعريّة التفاصيل وبلاغتها، إذ لم يترك الكاتب شاردة أو واردة إلاّ ودوّنها لتشكّل هذه التفاصيل على بساطتها ركيزة أساسيّة للسرد.

عن عتاب علي

شاهد أيضاً

”أهديْتُ رباتِ البيوتِ سلام…“

أهدىَ شيخنا الجليل/ محمد هلال المزوغى هذه الأبيات إلى كل ربة بيت سواء كانت أماً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *