ليلى بن خليفة: أرفض الكوتا، وأدعم مشاركة المرأة السياسية.
ليلى بن خليفة، مترشحة لانتخابات 24 ديسمبر الرئاسية، والتي تم تأجيلها حالياً بسبب بعض العراقيل التي تشهدها الأزمة الليبية.
إلا أنها مستمرة في حملتها الانتخابية لإيمانها العميق بإن الانتخابات الليبية آتية لا محال.
في هذا الحوار، تحدثت ليلى بن خليفة التي تعد أول امرأة في تاريخ ليبيا تترشح للرئاسة عن مشروعها للنهوض بالاقتصاد الليبي وعن التحديات التي تواجه المرأة الليبية.
ليلي سليم بن خليفة ناشطة حقوقية وسياسية وهي رئيسة لحزب سياسي (حزب الحركة الوطنية)، حاملة لرسالة الماجستير في إدارة الاعمال بالإضافة إلى عديد من الشهادات المهنية في مجالات مختلفة، مواليد 1975، تقيم في العاصمة طرابلس وتعود جذورها إلى مدينة زوارة الساحلية.
ـ ما مدى قابلية الشارع الليبي لفكرة تنصيب امرأة رئيسةً للبلاد؟
ـ بالنسبة للشارع الليبي حسب جولاتي البسيطة لم أجد نفور أو عدم قبول لوجود امرأة في رئاسة الدولة. وإذا كان هناك خوف وتهويل للمسألة أجده أكثر عند السياسيين بشكل أكبر من المواطن العادي.
ـ رغم تأجيل الانتخابات إلا أنك مستمرة في حملتك الانتخابية، لماذا؟
ـ أنا على يقين من أن هذه الانتخابات آتيه رغم التأجيل لوقت غير معلوم إلى حد الآن، ومستمرة في أداء حملتي لأنني لن أغيب عن المشهد.
أنا امرأة سياسية بالدرجة الأولى وحزبية بالدرجة الثانية ولأنني أترأس حزب سياسي وتأجيل الانتخابات في اعتقادي فرصة لأتمكن من العمل بشكل أوسع لإيصال مشروعي بطريقة أوضح للجمهور وربما الكثير من الناس لا يعرفني بسبب الاعلام الذي ظل مسلطاً على شخصيات معينة كونها تشغل مناصب سياسية في الدولة.
ـ كيف ترين مشاركة المرأة السياسية في ليبيا؟
ـ مشاركتها فعالة جداً ضمن الهيئات الإدارية الوسطى ولكن الإشكالية أنها مستبعدة من أماكن صنع القرار العليا.
ـ ما رأيك كمرشحة للرئاسة وممثلة لحزب سياسي . . بتقليص حصة النساء في التمثيل السياسي وانت تمثلين العنصر النسائي تمثيل سياسي وحزبي؟
ـ أتحفظ عن كلمة العنصر النسائي وكأننا كائن فضائي. أنا كمواطنة ليبية أعمل في المجال السياسي ومترشحة للانتخابات الرئاسية أرفض موضوع تقليص كوتا المرأة شكلا ومضموناً.
مطالبتنا بالكوتا حالياً هي عبارة عن كوتا مرحلية لتغيير ثقافة المجتمع والهدف الأساسي ليس حصرنا في هذه الكوتا أو بالحصة، ولأنني لست من الذين يؤمنون بالمساواة ولكنني أؤمن جداً بالعدالة الاجتماعية والسياسية.
لذلك الكوتا ليست إلا موضوع مرحلي لترسيخ ثقافة تقبل المرأة ووجودها في الحقل السياسي.
ـ في حال فوز ليلى بن خليفة هل ستلتزم بحصة المرأة (الكوتا) في المناصب القيادية ام ستتخذ اجراءات من شأنها أن تذهب بعيداً للأمام من مجرد هذه الحصة؟
ـ نعم بالتأكيد في حال فوز ليلي بن خليفة ستلتزم جداً بالكوتا. لأنني منسق عام لحملة دعم وتمكين المرأة سياسياً فلا اعتقد وأنا اقود هذه الحملة لخمس سنوات أن ادير ظهري للمرأة في حين استلمت منصباً لصنع القرار.
ـ ما هي رؤية ليلى للمشاكل الداخلية الكبرى، الشباب، البطالة، سوق العمل، توحيد المرتبات،
الوضع الاقتصادي المتردي للمواطن؟
ـ نعلم جميعاً بأن المشاكل في ليبيا متعددة ولكنها مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالسياسة العامة التي هي من اختصاص رئيس الدولة. الرئيس يضع هذه السياسية ويشرف على التنفيذ فموضوع البطالة والشباب وسوق العمل اعتقد مرتبط بالاقتصاد المتردي للمواطن. أما فيما يخص توحيد المرتبات اعتقد أن الخوض فيه لازال مبكراً وبما أن مشروع ليلي بن خليفة يبدأ أساساً بالملف الاقتصادي ورفع هيمنة الحكومة على الاقتصاد والاندماج في الاقتصاد العالمي وبالتالي يصبح هناك تحسن في الوضع الاقتصادي وما يصاحب ذلك من انخفاض نسبة البطالة. وفيما يخص ملف الشباب سنكون فاعلين جداً في هذا الملف وستشهد سوق العمل متغيرات جديدة لأن الاندماج في الاقتصاد العالمي سيسهم في انفتاح سوق العمل وبالتالي سنشهد توحيد المرتبات بشكل أسهل وابسط وربما العديد سيتخلى عن هذه المرتبات.
ـ هل ستقومين بإجراءات ملموسة بشأن الانفتاح الاقتصادي على السوق العالمية؟
ـ اعتقد أن هذا السؤال أجبت عليه (أتوماتيكياً) وأؤكد بأن الاندماج في الاقتصاد العالمي ضروري جداً لأن العالم يتطور، حتى النفط الذي تعتمد عليه ليبيا الآن اعتماداً كلي لن يكون له أي قيمة، خاصة مع تتطور سبل انتاج الطاقة التي ستكون موجودة في العالم. لذلك من المهم الانخراط في السوق العالمي.
ـ ماهي نظرتك للعلاقات الليبية مع الدول الاقليمية التي لها شأن في القضية الليبية، لا سيما ونحن نرى تقارباً كبيراً بين هذه الدول في الفترة الأخيرة؟
ـ المحور الأساسي في مشروعي للانتخابات هو تنظيم إدارة العلاقات الدولية لليبيا ويدخل في نطاقها العلاقات الإقليمية. هي سياسة عامة لآلية التعامل مع هذه الدول بالنسبة لي. موضوع استقرار ليبيا موضوع غير قابل للنقاش وفي سبيل استقرار ليبيا وتطويرها الاقتصادي واستقرارها الأمني يمكن عقد اتفاقيات مع الدول الإقليمية التي تدخلت بشكل مباشر أو غير مباشر في الملف الليبي، حتى الدولية منها. ما يربط بيننا المصالح المشتركة.
ـ ماذا تقول ليلى بن خليفة عن التقارب الذي شهدناه مؤخراً بين عدة مرشحين للرئاسة وهل يعتبر كما يقول البعض حلاً للأزمة الليبية أو لا يعدو كونه (تحالف) للوصول إلى السلطة بأي شكل كما يقول البعض؟
ـ أولا، لنكن واقعيين ربما هو تحالف للوصول للسلطة وهذا حقيقي، ولكن في ظل هذا التحالف هناك تقارب وبداية لعملية المصالحة وبداية لتوحيد ليبيا، أحياناً حتى المصالح عندما تحقق اهدافنا لا املك معها أي مشكلة بالرغم من انى أعتبره تحالف مصلحي. ولكنها خطوة صحيحة جداً وهنيئاً بمن قاموا بها.
ـ بالرغم من ان ابتعاد ليبيا عن ان تكون دولة طرف في نظام روما الأساسي لم يعفها بان تتولى المحكمة الملف الليبي عن طريق مجلس الأمن؟
ـ اعتقد أن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسة تفصيلية وبالتأكيد ليلى بن خليفة عندما تتولي رئاسة الدولة لن تعمل لوحدها أو بمفردها لأنها ليست (سوبر ويمن) (امرأة خارقة) ولكن بالتأكيد سيكون هناك فريق قانوني يعمل على مدى استفادة ليبيا كدولة في هذا البروتوكول، وهل سيكون هناك فائدة على ليبيا بالدخول فيه ام لا ودائما عندما نتحدث عن سيادة الدولة الحسابات تختلف هنا ليست شخصية.
ـ ما رأيك في قرار مجلس النواب بتشكيل حكومة انتقالية جديدة قبل موعد اجراء الانتخابات وهل هذا يعتبر تمديداً لفترة الانتخابات؟
ـ أعتقد أن هذا القرار قرار صائب جداً. لأن الحكومة الحالية كان من المفترض هي من ستوصلنا إلى الانتخابات، ولكن أصبحت طرف في الصراع الدائر ورئيس هذه الحكومة أصبح من أحد المرشحين وفي الأساس لم تجري الانتخابات فما الضير من تشكيل حكومة جديدة سواء إن كان تمديداً أو لا والأهم هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة ولا مناص من وصولنا إلى هذه الانتخابات بأي شكل من الأشكال ولكن يجب إزالة العراقيل التي حالت دون إجراء الانتخابات في موعدها السابق، واحدة من هذه العراقيل هي الحكومة الحالية.
ـ هل ترين في “طفرة” تشكيل الأحزاب التي شاهدناها في الآونة الأخيرة ظاهرة صحية؟
ـ مسألة تشكيل الأحزاب ليست طفرة لأن العدد إلى حد الآن ليس كما يشاع للأسف نحن ننجر وراء الأخبار الإعلامية الغير حقيقية وهذه مشكلة نعاني منها، اما فيما يخص ثقافة الحزب في العقل الجمعي فمازالت ثقافة المواطن الليبي في انضمامه للأحزاب والتعامل معها مبتدئة وضعيفة وغير مدركين لأهمية العمل الحزبي ودوره في إنشاء التكتلات السياسية والقرارات السياسية. في الحقيقة الأمر لا يزال مبكراً، ولكن الأهم اننا نبدأ ونكون أحزاب ونتمنى أن يكون قانون انتخاب البرلمان، قانون حزبي هذا الشيء الوحيد الذي يساعد هذه الأحزاب على تنشئتها ولتكون أحزاب فاعلة وقوية في المجتمع.
حاورتها/ عائشة الأمين