عن دار الفرجاني للكتب صدر كتاب عشر سنوات في بلاط طرابلس في الكتاب وصف شامل لذكريات البلاط الملكي لولاية طرابلس، وعادات وتقاليد الطرابلسية واليهود والاتراك. هذا الكتاب وما يحويه من رسائل نشر بعد 23 عام من كتابة الرسائل ابان حكم يوسف القره مانللي وترجم إلى الفرنسية سنة 1819 ثم الهولندية والعربية . إن ثبوت هذه الرسائل أمر مفروغ منه لا يقبل الجدل. لقد كتبتها شقيقة المستر ريتشارد توللي، القنصل البريطاني لدى بلاط طرابلس، إلى شخص مجهول في بريطانيا طوال العشرة سنوات التي أقامتها في طرابلس من سنة 1783 الى 1793م وكان بين عائلتها وعائلة باشا البلاد، كما تُظهر الرسائل ذاتها، صداقة حميمة استمرت طيلة عدّة سنوات. يحتوي الكتاب على وصف دقيق وحيد لم يسبق ان عرفه الناس لعادات عائلة القره مانللي، كما أنه يفصّل من المناظر والأحداث ما لم يوصف مثله. فلقد عاصرت مس توللي فترة المجاعة سنة 1784 م. ثم انتشار وباء الطاعون سنة 1785 م. ومقتل حسن بك وريث العرش الابن الأكبر للباشا على يد أخيه الأصغر يوسف باشا سنة 1790 م. وسقوط طرابلس في يد المغامر علي برغل سنة 1793م. وغيره من الأحداث التاريخية. وكشاهد على الصداقة الحميمة التي جمعت بين عائلة المؤلفة وعائلة الباشا علي القره مانللي، أنه حينَ رأى القنصل ضرورة عودته إلى بريطانيا هو والسيدة زوجته، رجاه الباشا وللا حلومة (التي يسميها أفراد الرعية ملكة طرابلس) أن يتركا طفلتيهما في رعايتهما بطرابلس أثناء غياب الأبوين، وطمأناهما أن ما من شيء موجود في طرابلس إلاّ وسيقدمانه للطفلتين إذا كان يسعدهما ذلك. وإلى الظروف العجيبة الخاصة، يعزي ذلك الأسلوب المفصّل الذي آثرته مس توللي في كتابها، حيث لا تورد أخبار ونوادر القلعة فحسب، وإنما قصص وحكايات الشخصيات البارزة في البلاد أيضًا.
Check Also
تحت شعار كشفك المبكر … حضنك المنيع.
يوافق شهر أكتوبر، الشهر الوردي للتوعية بسرطان الثدي و أهمية الكشف المبكر؛و في مجمع عيادات …